نداء شرارة تكشف ...حقيقة زواجها من رجل أعمال... وطلاق والديها بسببها !
- ما سبب زيارتك للقاهرة؟
منذ فوزي بلقب «أحلى صوت» في برنامج «ذا فويس»، وأنا أنوي الحضور إلى مصر، لكنني انشغلت بالتحضير لعدد من المشاريع الغنائية، وبمجرد أن تفرغت قررت المجيء إلى القاهرة لأبعث برسالة شكر الى الشعب المصري، الذي دعمني في مشواري في البرنامج، وكم كنت سعيدة باستقبال الجمهور لي في المطار، وترحيبهم بي في كل مكان أذهب اليه، فحب الجمهور نعمة كبيرة أتمنى أن أنجح في الحفاظ عليها، وأستطيع أن أقدم لهم فناً راقياً يليق بهم.
- حرصت على لقاء أصدقائك في البرنامج بمجرد وصولك...
قاطعتني قائلة: صداقتنا مستمرة وبقوة، حتى بعد انتهاء البرنامج، ودائماً ما نتواصل للاطمئنان إلى أحوال بعضنا بعضاً، وعندما وصلت إلى القاهرة اتصلت بكل من علي الألفي وإياد بهاء ودنيا هاني وحنان عصام وياسمين الحسيني، والتقينا في دار الأوبرا المصرية، وأمضينا يوماً ممتعاً، تحدثنا خلاله عن ذكرياتنا في البرنامج ومشاريعنا المقبلة، وكنت فرحة لرؤيتهم، لأنني أكنّ لهم كل الحب والاحترام، وصداقتي بهم من أهم المكاسب التي حققتها في هذا البرنامج.
- هل تواجهين بعض التحديات من أجل تثبيت خطواتك في الساحة الغنائية؟
ليس كل من يخرج من برامج اكتشاف المواهب يستمر بالقوة والنجاح نفسيهما، وبالتأكيد واجهت العديد من العراقيل في بداية الأمر، أبرزها الانتقاد الشديد الذي فوجئت به من أهل بلدي، بعد حصولي على لقب «أحلى صوت» لغنائي بالحجاب، فأُصبت بالاكتئاب وابتعدت عن الأضواء والساحة الفنية، ولم أشعر بتحقيقي أي نجاح إلا بعدما وقفت مرة أخرى على المسرح وغنيت في مهرجان «جرش» في الأردن، ولمست بنفسي حب الجمهور لي واهتمام الآلاف بحضور حفلي، وشعرت وقتها بالتفاؤل يعود إليّ، وأصررت على تحدي الصعوبات التي قد تواجهني.
- ألم تفكري في تلك اللحظات بخلع الحجاب؟
إطلاقاً، رغم أن كثيرين ظنوا أنني يمكن أن أتخلى عن حجابي من أجل تحقيق أحلامي، لكن من المستحيل أن أفعل ذلك، ولو كان ذلك متاحاً لي، لما كنت فعلته بمجرد مشاركتي في البرنامج.
ولو شعرت للحظة بأن فني سيتعارض مع حجابي لكنت اعتزلت الغناء وضحّيت بالفن، لأنني فخورة بنفسي ومقتنعة بمظهري، وأرفض أن أغيره لأي سبب، ورغم الصعوبات التي تعرضت لها بسبب العادات والتقاليد الخاصة بمجتمعي، لا أفكر أبداً بخلع حجابي.
- ما الخطط التي تضعينها لنفسك؟
لا أضع لنفسي خططاً أسير عليها، بل إن هناك خطوطاً عريضة أتمنى تحقيقها، أهمها أن أجعل الجميع يتحدثون عن أعمالي الفنية وليس عن شخصي، ويبتعدون عن فكرة ربط فني بالحجاب الذي أرتديه، كما أن لديَّ أحلاماً وطموحات كبيرة في الغناء، وأرسم لنفسي صورة معينة أسعى للوصول إليها، وأحاول أن أبذل قصارى جهدي من أجل تحقيق كل ما أتمناه في مجال الفن والغناء.
- هل انتهيت من تسجيل كل أغنيات ألبومك الجديد؟
تقريباً، لكن خطوة تقديم أول ألبوم غنائي صعبة للغاية، وتحتاج إلى تركيز شديد في الاختيارات، خصوصاً أنني أبحث عن التنوع في الموسيقى والكلمات.
ومن المفترض طرح الألبوم مع نهاية العام الحالي، واخترت الغناء فيه بأكثر من لهجة، منها اللبنانية والخليجية والمصرية، وهناك أغنية باللهجة الأردنية بعنوان «أنا أردنية»، طرحتها أخيراً كأغنية منفردة وسأضمها الى أغنيات الألبوم. كما تشرّفت بالعمل مع عدد من الملحنين والشعراء، منهم تامر عاشور وأمير طعيمة ووسام صبري، إضافة الى أغنية من ألحاني أتمنى أن تنال إعجاب الجمهور.
- ما سبب حرصك على الغناء بأكثر من لهجة؟
لاهتمامي بالوصول إلى كل الشعوب العربية، ولكي أثبت عدم تعصبي للغناء بلهجة واحدة فقط، لأن الفن مثل الروح لا يمكن أن نفرض عليه قيوداً أو حواجز، كما أعتبر نفسي متميزة في الغناء بكل اللهجات، واستثمار هذا الأمر سيساعدني كثيراً في أولى خطواتي، ويدفعني لتحقيق جماهيرية كبيرة على مستوى الوطن العربي، بالإضافة إلى إعجابي الشديد بالأغاني، ومن أبرزها أغانٍ تحمل عناوين «كدبة كبيرة» و«سهرانة أنا» و«يطرحني بطباعه»، وحققت من خلالها الاختلاف في القضايا والأفكار، بالإضافة الى أغاني الشجن، والرومانسية، والسريعة الإيقاع.
- هل تفكرين حالياً في تقديم أغانٍ دينية؟
حتى الآن لم تعرض عليَّ كلمات أغانٍ دينية، لكنني أضعها في الحسبان، وربما أقدم أغنية منفردة أو أكثر، لأن الألبوم الديني يحتاج إلى تحضيرات مكثّفة تستغرق أوقاتاً طويلة، وتقديمي لهذا النوع من الأغاني لا يرتبط بكوني محجبة، بل برغبتي الشخصية وعشقي للغناء الديني.
- هل تقصدين أن الحجاب لا يفرض عليك قيوداً في الفن؟
البعض يظن أن حجابي يحجّمني ويحصرني في مناطق غنائية معينة، لكن الواقع عكس ذلك تماماً، وكم اندهشت من استغراب البعض لتقديمي في إحدى مراحل البرنامج أغنية «يسمحولي الكل» لأصالة، وانتقادهم أدائي هذه الأغنية التي تحتوي على عبارة «تبوسني وتفل»، فقد اتهموني بعدم احترامي لحجابي، وأنا لا أجد أي تناقض بين الالتزام الشكلي والغناء، فالحب في الغناء رسالة مهمة وهادفة، ولا يمكن أن أغفلها في مشاريعي الغنائية، خصوصاً أنها لا تخدش الحياء أو تتعارض مع حجابي.
- من هنّ المطربات اللواتي أثّرن في تكوينك الفني؟
فيروز وأم كلثوم وفايزة أحمد هن السبب وراء حبي للغناء، وأفتخر بتشبيه البعض لي بالفنانة الكبيرة فايزة أحمد، وأعترف بأنني أعتمد طريقتها وأسلوبها في الغناء من كثرة تأثري بها وارتباطي بأغنياتها، فهؤلاء هن عمالقة الفن العربي، ومن الصعب أن تشهد الساحة الغنائية مثلهن، كما أن لكل منهن مدرستها في الغناء التي علّمت وصنعت أجيالاً.
- ومن هم الفنانون الذين تتمنين تقديم دويتو غنائي معهم؟
شيرين عبدالوهاب، أحلم بأن يجمعني بها دويتو غنائي، أيضاً أنغام وأعتبر نفسي واحدة من جمهورها، وأتمنى أن تُتاح لي فرصة الغناء معها، وكذلك شاهيناز من أقرب صديقاتي، وهي تدعمني بقوة، وإصرارها على تحقيق أحلامها الفنية وحفاظها على حجابها معاً يجعلاني أشعر بالقوة والتفاؤل، ومن المطربين أحب تامر عاشور، وأتوقع أننا لو قدمنا دويتو غنائياً فسيحقق نجاحاً كبيراً.
- هل لا تزال علاقتك بشيرين عبدالوهاب مستمرة؟
عشقي لشيرين يرافقني منذ سنوات طويلة، وحتى قبل أن أعرفها على المستوى الشخصي، وزاد حبي لها عندما تعاملت معها في البرنامج، لأنني لمست فيها التواضع والعفوية، ونشأت بيننا علاقة صداقة قوية طوال تلك الفترة، لكن بعد انتهاء البرنامج لم نعد نتواصل كثيراً بحكم انشغالها الدائم، وأراعي ظروفها لأنها فنانة كبيرة ووقتها ليس ملكها، وكنت أتمنى أن ألتقيها في مصر، لكنني علمت منها أنها سافرت لارتباطها بمواعيد عمل.
- ما نوع علاقتك بباقي أعضاء لجنة تحكيم البرنامج... عاصي الحلاني وكاظم الساهر وصابر الرباعي؟
أكنّ لهم جميعاً الحب والاحترام والتقدير، فهم يحاولون أن يساعدوني دائماً، وسعدت كثيراً عندما أشاد الفنان صابر الرباعي بموهبتي وتنبأ لي بمستقبل واعد في الغناء في أكثر من مقابلة إعلامية. أيضاً فرحت باستقبال عاصي الحلاني لي عندما حضرت إحدى حفلاته في لبنان، كما التقيت كاظم الساهر أكثر من مرة في عدد من المناسبات، وكان حريصاً على الاطمئنان إليَّ ومعرفة خطواتي الفنية المقبلة، واستشرته في العديد من الأمور الفنية لخبرته الطويلة في الغناء ولثقتي الكبيرة فيه، وأعتبر نفسي محظوظة بمعرفتهم والتعامل معهم.
- هل تنوين خوض غمار التمثيل؟
لا مانع لدي أبداً، وهناك مشروع درامي معروض عليَّ حالياً، لكننا ما زلنا في مرحلة التفاوض، ولذلك لا أستطيع الكشف عن تفاصيله إلا بعد الاتفاق عليه رسمياً، فخطوة التمثيل من الأشياء التي أضعها ضمن حساباتي، لأنني أمتلك الموهبة التي تؤهلني لذلك، الى جانب مواهب أخرى مثل تأليف الأغاني وتلحينها وتقليد النجوم الكبار، وأتمنى أن أدخل عالم التمثيل من طريق السينما أولاً، وبأدوار فنية تستعرض قضايا المرأة العربية والمشاكل التي تواجهها.
- لكن إذا اتخذت خطوة التمثيل، هل ستفرضين شروطاً معينة؟
البحث عن المضمون المهم الذي يخدم المجتمع بشكل عام والمرأة العربية بشكل خاص، ويحكي معاناتها ومشاكلها، لأنني عانيت الكثير في الجمع بين التزامي وتحقيق حلمي في الغناء، ولذلك أصر على عرض قضايا المرأة بمختلف أنواعها.
أما بالنسبة الى الحجاب فيجب أن أختار أدواراً تتناسب معه، وتتقارب مع رغباتي وأفكاري، فلا يمكن أن أقدم شيئاً بعيداً عني تماماً، لأنني لست ممثلة في الأساس، وأعتقد أن الأدوار التي ستُعرض عليَّ ستراعي هذا الأمر.
- بعد ظهورك في البرنامج سرت شائعات تؤكد انفصال والديك بسبب دخولك مجال الغناء، فما حقيقة ذلك؟
هذا الكلام لا أساس له من الصحة، فوالداي منفصلان منذ فترة طويلة، وقبل أن أقرر دخول مجال الفن أو الاشتراك في البرنامج، لكن والدي كان يرفض في البداية فكرة مشاركتي في برنامج لاكتشاف المواهب الغنائية، لأنه كان مقتنعاً بأنهم سيرفضونني بسبب حجابي، وأن الجمهور لا يتقبل المغنية المحجبة، لكنني أقنعته بأن خوضي التجربة لن يخسّرني شيئاً، ويكفيني أنني حاولت الوصول الى ما أتمناه، والنجاح أو الفشل أمر لا يحدده الإنسان، كما لم تحدث بيننا أي مشاكل في تلك المسألة، وهناك العديد من الشائعات التي طاولتني بعدها، ومنها زواجي بأحد رجال الأعمال، وأخرى أنني أعيش قصة حب... ولا أزال أقرأ تلك الأكاذيب وأضحك عليها ولا أسعى للرد عليها، لأنني أعلم أنها ستختفي مع الوقت وستبقى الحقيقة.
- وما هو موقف والدك بعدما حققت لقب أحلى صوت؟
سعيد جداً بإصراري على تحقيق حلمي، مع احتفاظي بالتزامي وعدم تقديمي أي تنازلات، وأخبرني أنه كان يخاف عليَّ لأن مشوار الفن صعب جداً، ولم أتضايق منه أبداً بسبب رفضه في البداية، لأنني أقدّر شعوره كأب وقلقه على ابنته، ولو كنت مكانه لفعلت ما فعله معي.
- من يدعمك في أسرتك؟
أمي تقف الى جانبي وتساندني في كل خطواتي، كذلك إخوتي وخالي وأولاده، فجميعهم يشجعونني ويفرحون بنجاحي، ولولا وجودهم في حياتي لما استطعت الاستمرار في مجال الفن.
- هل انشغالك بالفن أثر في اهتمامك بأشياء أخرى؟
أخذ مني عملي الذي كان من أهم الأشياء في حياتي، فقبل الاشتراك في برنامج «ذا فويس» كنت أعمل مدرّسة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأمضيت في هذه المهنة أسعد لحظات عمري، لأن التعامل مع الأطفال جميل جداً، والدخول الى عالمهم الذي يخلو من الكذب والنفاق يجعلك تشعر دائماً بالأمان والراحة النفسية والهدوء، لكن بعد دخولي مجال الغناء أصبح من الصعب، بل من المستحيل، أن أعود لتلك المهنة أو أحاول التوفيق بينها وبين الفن، لأن الغناء أصبح يشغل كل وقتي وتفكيري.
- لكن يبدو عليك الحزن لتركك مهنة تدريس الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة...
كلما أتذكر أيامي ومواقفي معهم أشتاق إليهم كثيراً، لكنني تركت مهنة نبيلة من أجل هدف نبيل أيضاً، فالفن رسالة قيّمة جداً، وفي الوقت نفسه لم أترك عملي الإنساني، بحيث نظمت أخيراً عدداً من المبادرات، ومنها مبادرة «نداء الأمل» لذوي الاحتياجات الخاصة، أدعم من خلالها تلك الحالات، وأسعى لتقديم المساعدات إليهم، كما أفكر جدياً في تنظيم عدد من الحفلات التي يذهب ريعها لدعم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأنتظر فقط الدعم من بعض الجهات لتنفيذ تلك الخطوة.
- هل تفكرين في الزواج وتكوين أسرة؟
الزواج خطوة مؤجلة لا أتعجلها، لأنني ما زلت في سن صغيرة ولم يتجاوز عمري الـ24 عاماً، وحالياً لا أفكر إلا في عملي الفني، وربما بعد أن أثبّت قدميّ في الساحة الغنائية أفكر في الزواج.
- من دعمك في تلك الفترة من داخل الوسط الفني؟
أول من وقف الى جانبي بمجرد التحاقي بالبرنامج، النجمة شيرين عبدالوهاب، فقد ساعدتني كثيراً في الحصول على اللقب، ولها فضل كبير عليَّ لا يمكن أن أنساه ما حييت، أيضاً الدكتورة جيهان الناصر التي علمتني كيفية الغناء والوقوف على المسرح، ومنحتني الثقة بعدما كنت أغني بيأس وإحباط شديدين نتيجة الضغوط من حولي، كما أعطتني الكثير من خبراتها ولم تبخل عليَّ بأي معلومة قد تفيدني.
وعند انتهاء البرنامج، وجدت المساندة والدعم من بعض الفنانين في الأردن، ومنهم الفنانة أمل الدباس وعبير عيسى ومنذر رياحنة... ومن أصدقائي المطربة السورية شهد برمدا والمطربة اللبنانية سارة الهاني، ولن أغفل دور أي شخص دعمني ولو بكلمة تشجيع، سواء من جمهوري أو أصدقائي وأهلي وأقاربي.
- بعيداً عن الفن، كيف تقضين أوقاتك الخاصة؟
الموسيقى تشغل كل أوقاتي، حتى في أوقات فراغي أستمع إلى الموسيقى بكل أنواعها الشرقية والغربية والكلاسيكية.
أيضاً أحب القراءة والسفر والتسوق، والجلوس مع أصدقائي المقربين، كما أنني لست شغوفة بهواية محددة، فمثلاً عندما لا أكون مرتبطة بمواعيد عمل، أفّضل الجلوس في المنزل مع أمي وإخوتي، كما أفضّل الابتعاد عن الأضواء ولا أظهر كثيراً في المناسبات العامة أو الحفلات.