عماره اللوبيده الدروس المستفاده


أنباء الوطن -

بقلم : الدكتور سيف الدين خصاونه

في البدايه نسأل الله الرحمه والمغفرة للمتوفين، والشفاء العاجل للمصابين، والتحية والتقدير والعرفان لنشامى الامن العام، وسواعد الانقاذ الجند والعسكر والضباط أصحاب الجباه السمر، الذين  يثبتون  في كل محنه باننا محاطون بعد رب العالمين برعايتهم وحرصهم، فجهودهم  مشكوره جزاهم الله عنا كل خير.
في  الايام القليله الماضية عاشت الأردنيون اياما صعبه خيم فيها الحزن على بيوتهم، وامتزجت الدموع بالدعاء الموصول أن يخرج مصابي البناية المنهارة في اللويبدة سالمين غانمين بحوله وقوته لكن العنايه الالهيه والقدر سبق الدعاء، حيث ودعنا بدموع الحزن الشهداء والضحايا، وحمدنا الله على كرمه ولطفه لدى خروج أي ناج يخرج بسواعد الانقاذ، وقد مكننا هذا الحدث الجلل ما استخلاص دروس مستفادة عديدة.
ومن هذه الدروس ان الموت قريب من الجميع لكن تختلف الظروف والطرق والهيئات التي يحدث بها الموت، واستفدنا أيضا أن الاهمال والجشع يعمي البصر ، حيث نتج عنه كارثه حرقت قلوب الأردنيين وتركتهم في حسرة على ما حدث.
واستفدنا بان الرجل غير المناسب موجود في مواقع وظيفه كثيرة في الحكوميه، وان كثيرين ينظرون للوظيفه الحكومية على أنها راتب فقط، دون ان يقدم اي خدمة توازي ما يتقاضاه من مال، فالدوائر الحكوميه تعج بموظفين لايعملون مما يعزز البطالة المقنعة التي تحدث خللا واضحا في مشروع التنمية بشكل عام.
ومن الدروس المستفادة من هذه المحنة أن المنافقين يختفون في أمثال هذه الظروف وكذلك المشاهير ويتبقى ابناء الحراثين الحريصون على الوطن مهما جار عليهم الفاسدون.
استفدنا من هذه الأزمة أيضا أن الكارثه صعبه حيث مكثنا 4 ايام وكوادرنا في حالة تعب وسهر وطوارئ، استطاعوا تقديم كل امكانياتهم بجهودهم الشخصية المنتمية دون وجود استعدادات رسمية لمثل هذه الازمة.
استفدنا أيضا ضرورة أن نكون كالجسد الواحد لأن المحن الصعبة تحتاجنا جميعا لكي نستطيع عبورها بسلام، واستفدنا أيضا ان كشفنا بعض المستور كالمسؤول الذي لا يسمع استغاثاتنا مهما علا صوتنا رغم أنه موجود  لأجلنا ولأجل الوطن.
وبحضرة الموت اكتشفنا انه يلزمنا تدشين مراجعه عامه وشامله لدوائر الدوله للنهوض بها من جديد، لتشمل هذه المراجعة تحفيز المخلصين الذين قاموا بدورهم في هذه الأزمة على أكمل وجه، وفي المقابل محاسبة المقصرين، وتنفيذ احكام إعدام وقصاص إن لزم الأمر للردع العام، وتغليض العقوبه والضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه التطاول وانتهاك المحرمات المتعلقة بحياة المواطنين وأمنهم، وفرض رقايه عامه وشامله يسودها القانون المفعل على الجميع بدون محاباه،  واحترام العلماء  واصحاب الفكر والمدرسين  ووضعهم بمكانهم الصحيح.
ومن الدروس المستفاده من هذه الأزمة، أن  نشكر من يعمل لاجلنا، وان نخفف من الانتقادات لمجرد الانتقاد ليكون نقدنا هادف من أجل الوطن ومسيرته التنموية لكي تعود  الأمور إلى نصابها.
حفظ الله الاردن وطنا وشعبا وقياده من كل مكروه، ورزقه الله النخبة المنتمية الصالحة للقيام على أمره.