شكرا يا أردن.. من القلب


أنباء الوطن -

 

 

حنين البطوش 

استشارية نفسية أسرية وتربوية 

 

يا أردن..شكراً لك على كل شيء، حتى على من أنكروا جميلك، فبإنكارهم أظهروا للعالم كله مدى عظمة مواقفك، ومدى نقاء نيتك، أنت الأردن الذي لا يقبل الشكر، لأنك تعرف أن واجبك هو أن تكون، يا أردن يا رمز الوحدة والتضامن، شكراً لك على كل لحظة من اللحظات التي أثبتت فيها أننا شعب واحد، وأننا قلب واحد ينبض من أجل قضية واحدة، غزة في قلب كل أردني، والأردن في قلب كل غزي.

 

إن جحود البعض لم يفعل سوى إبراز نبل مواقفنا، فبينما هم يحاولون تشويه صورتنا، كشفوا عن أنفسهم وحقيقتهم، شكرًا لهم على هذه الشهادة العكسية التي تؤكد صحة مسيرتنا، يا أردنيون، أياديكم البيضاء امتدت قبل أن يُطلب منها، وقلوبكم حملت همّ غزة قبل أن يصبح همّ العالم، أنتم مثال للعطاء والتضحية.

 

واجهت القضية الفلسطينية في عام 2024 تحديات كبيرة، إلا أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، ظل صامداً في دعم الشعب الفلسطيني، فقد عملت المملكة جاهدة على تعزيز صمود الفلسطينيين، وحشد الدعم الدولي لقضيتهم العادلة، كما أكدت المملكة على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعلى أكتاف العمالقة نسير، وبهم نستلهم العزة والكرامة. 

 

نحن شباب الأردن ورثة هذا الوطن العظيم، الذي قام على أسس دستورية راسخة، بقيادته الحكيمة قدوة في هذا الصدد، ونحن فخورون بأن نكون جزءًا من هذا الوطن، ونسعى جاهدين لرفع رايته عالياً، الذي ما زال يسير على نهج أجدادنا الكرام، دستورنا المستوحى من قيم الإسلام السمحة، هو بوصلتنا في مسيرتنا نحو المستقبل.

 

نحن أبناء تراب واحد، وشعب واحد، تاريخنا واحد، ومستقبلنا واحد، قلبٌ واحد ونفسٌ واحدة، في أعماق الأرض الأردنية، جذورنا متشابكة، جيشنا كالنسر يحمي سماء الوطن، يحفظ كرامته وتاريخه العريق وعشائرنا الأصيلة كالجبال الراسخة، متحدون نرفع راية الوطن عالياً، مهما اشتدت العواصف، سنبقى أوفياء لعهدنا، صامدين في وجه كل تحدٍ، معاً نكتب ملحمة العزة والكرامة، الفخر كل الفخر.

 

الأردن مهد الحضارات، يبقى رمزًا للثبات والصمود في وجه التحديات، فسلامٌ على كل من ساهم في بناء هذا الوطن العظيم، فالأرض تحتفظ بأسرارها، والتاريخ يروي حكايات الأبطال، فسلامٌ على من ضحوا من أجلنا، والأردن، بكل ما فيه، يستحق منا كل الحب والتقدير.