الفوسفات والعهد الذهبي


أنباء الوطن -

الفوسفات والعهد الذهبي

د.عبدالمهدي القطامين

بأقتدار وتميز وليس صدفة او خبط عشواء انتزعت شركة مناجم الفوسفات الاردنية المركز الاول من حيث القيمة السوقية للشركات المدرجة في بورصة عمان والمركز الثاني من حيث اقوى عشر شركات مدرجة في بورصة عمان حسب تصنيف فوربس الشرق الاوسط للشركات الاكثر تاثيرا في البورصة ووفق البيانات المدرجة ادناه

حيث بلغت القيمة السوقية الحالية للشركة 6 مليارات دولار فيما بلغت الإيرادات: 1.7 مليار دولار وصافي الأرباح: 645 مليون دولار

وتمتلك اصولا بقيمة 3 مليارات دولار فيما بلغت كمية الفوسفات الجاف التي أنتجتها الشركة في عام 2024 نحو 11.5 مليون طن، بينما وصلت مبيعاتها المحلية والدولية إلى 11.3 مليون طن

هذه البيانات التي تم اعتمادها في عملية التصنيف تشير بشكل قاطع الى ان الشركة باتت تحتل مركزا دوليا متقدما في عالم التصنيع الفوسفاتي ومشتقاته الى حد انها استطاعت خلال الربع الاول من العام الماضي ان تكون هي من يحدد اسعار حامض الفوسفوريك عالميا الذي باتت تنتجه بكميات كبيرة نتيجة التوسع في انتاجه محليا وبشراكات مع شركات عالمية متخصصة بالتعدين و التصنيع الفوسفاتي
قلت مرارا وكررت كثيرا ان مشكلتنا الوطنية في الاقتصاد هي مشكلة ادارة قبل كل شيء اعطني ادارة واعية منتمية علمية واقعية سنجد انذاك مخرجا من ضيق الاقتصاد وقساوته وتراجعه في الكثير من الاحيان واعطني عقلا مدبرا يدير الموارد كما ينبغي سيكون لحظتها لدينا انتاج مطور متطور منافس اقليميا وعالميا
ثم لا اخفيكم ان من مشاكل الادارة لدينا هو التردد في صنع القرار والتخوف احيانا من اتخاذه والميل الى السكون خوفا من اي ريح ومثل هذا الاسلوب اصبح قاتلا في اداراتنا العامة وكأن مشكلة الادارة هي بقاء المسؤول بعيدا عن اي مساءلة ربما هو الحل وكفى الله المؤمنين شر القتال
شكرا لادارة الفوسفات التي سهرت وعملت وخططت ونفذت وخرجت من ظروف عدم التيقن التي سادت الاقتصاد العالمي في السنوات الماضية وشكرا لها وقد قرأت تاثيرات الحرب الدائرة بين روسيا واوكرانيا وارتداداتها الاقتصادية على مادة الفوسفات عالميا واستغلالها ذلك لصالح الشركة التي اصبحت لاعبا رئيسا في عالم التعدين بعد ان ظلت طويلا قابعة في ظروف التسكين الذي كاد ان يكون قاتلا لها