"الفوسفات " خطوه نحو الأمل ...


أنباء الوطن -

 على زاوية أحد الأرصفة الضيقة مقابل شركة الفوسفات هب عمال الشركة كعادتهم ، و قد أنهكهم تعب السنين ، وغبار الشقاء ، وعرق الكرامة ليحافظوا على مقدرات الشركة ، و كان لهم ما أرادوا بعد أن تورمت حناجرهم وسط شوارع عمان المكتظة بضجيج السيارات ، و الموسيقى الصاخبة فغادر مجلس الإدارة بضبابيته المعتادة إلى مدينة الضباب ، التي اعتادوا تمضية إجازاتهم بها متناسيين بأن شركة الفوسفات و بهمة أبنائها تمرض و لكنها لا تموت ، فالكراسي الهشة لا تصنع الإنجاز لكنه الإنتماء الذي يجهلونه ، فالتكاتف و التعاون و روح الفريق الواحد هو مصدر قوة الشركة و هو ما كان عندما اعتلى دفة القيادة المهندس عامر المجالي ابن الوطن الغيور و الجسور بالحق، فكان على قدر المسؤولية عندما تولى قيادة السفينة ليوصلها إلى بر الأمان لتبدأ مرحلة جديدة في مسيرة البناء. إن تحويل الثروة المرئية إلى ثروة مخفية هي جرم يعاقب عليه القانون ، و الثروات الوطنية هي ملك للشعب و يجب التعامل معها بشفافية ، فهي فريسة سهلة للفساد كونها سهلة المنال ، و هو حال شركة الفوسفات التي تحتضن آلاف العمال و يستفيد منها عشرات الآلاف من عائلات الجنوب ، فإسهاماتها في صناعة التعدين الوطنية ، و دعمها للمجتمع المحلي ، و مشاريع البناء التحتية ، ورفد خزينة الدولة بموارد مالية مستدامة ، ورفعها لقيمة الصادرات الوطنية جعلها لبنة أساسية في الإقتصاد الوطني. جاءت الإدارة الجديدة ممثلة بالمهندس المجالي بمرحلة حرجة و معروفة للجميع ، و سعت قوى الشد العكسي لإسقاطه رغبةً منها لإبقاء الحال على ما هو ، لكنه الإنتماء الذي ضربت جذوره عميقاً في حب الوطن ، و بالعلم و الإيمان الذي تسلح بهما، و من خلال خبرته الطويلة في مجالة الصناعة و الإستثمار و الإقتصاد ، استطاع أن يكون كشعرة معاوية فهو القريب من العمال ، و من المساهمين من خلال سياسة المكاشفة و الشفافية و سياسة الباب المفتوح ، سار بثقة ليعود بالشركة إلى المسار الصحيح من خلال تلبية احتياجات زبائنها بحيث عادت بالمنفعة على المساهمين و على المصلحة الإقتصادية الوطنية وقام بتعزيز الأداء الإيجابي و المحافظة على مصالح أصحاب العمل و العمال و الشركاء المحليين و الإستراتيجيين . كشف المهندس المجالي في مقابلاته الأخيرة مع الصحف المحليه اللثام عن المشاكل و التحديات و المعيقات في مسيرة الشركة ، إضافةً إلى إرث الماضي الذي لا يخفى على أحد فكان المهندس المجالي لسان حال العمال حيث وضعً يده على الجرح و على واقع الشركة و المخاوف والشكوك التي ساورت العمال سابقاً فكان بابتسامته و هدوئه المعتاد نفحة أمل بأن الشركة في أيدي أمينة ، وعليه فإن العمال تتطلب منهم هذه المرحلة أن يكونوا عند ثقة الوطن والشركة التي احتضنتهم شباباً ، للوقوف خلف هذه الإدارة التي أثبتت بأنها تسير على النحو الجاد بتوسيع القاعدة الإنتاجية للشركة من المواد الخام و بناء شراكات تصنيعية تسويقية مع أبرز المستوردين للأسمدة الفوسفاتية في مناطق عدة من العالم ، و تبني استراتيجية تطويرية بالتوسع الإنتاجي و التصدير ، والوصول إلى أسواق غير تقليدية في شرق أوروبا و أفريقيا ، فرسالته كانت منبثقة من رؤية جلالة الملك و هي جعل الأردن مركزاً إقليميًا للصناعة و الأبحاث التي من شأنها أن تجعل الشركات الوطنية في طليعة الشركات التي تخدم الإقتصاد الوطني إنتاجاً و تشغيلا وصادرات و قيمة مضافة ؛ مؤكدين بأن إدارة تنفيذيه وعمال في خندق واحد فالنجاح للجميع والفشل سيدفع ثمنه الجميع ---- وعليه فإننا كعمال في شركة الفوسفات ، نناشد الحكومة ممثلة بدولة رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي وهو الرجل الكفؤ والمناسب ، إعادة العقد الإجتماعي الذي كان يربط الحكومة بالشركة التي تمثل الداعم اللوجستي والحقيقي لقوة الشركة وديمومتها مما يسهم في تحقيق المعادلة الإجتماعية التي تمثل التحدي الصعب ، و الحفاظ على مقدرات و منجزات الشركة الذي يعتبر واجب وطني و تشاركي ---- الفوسفات لا تحتاج المال ولكنها تحتاج الرجال --------- حفظ الله الوطن ---- حفظ الله القائد .